كرواتيا ومودريتش في مواجهة ميسي- حلم الأرجنتين الأخير في المونديال

المؤلف: الاقتصادية08.17.2025
كرواتيا ومودريتش في مواجهة ميسي- حلم الأرجنتين الأخير في المونديال

في مواجهة حاسمة ومصيرية، يتأهب المنتخب الكرواتي العنيد، بقيادة نجمه المخضرم لوكا مودريتش، للتصدي للطموحات الجارفة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإهداء بلاده لقباً طال انتظاره منذ عام 1986. ستشهد أرضية ملعب لوسيل التاريخي اليوم مواجهة من العيار الثقيل بين الفريقين، وذلك في إطار الدور نصف النهائي لمونديال 2022.
عندما حطّت كرواتيا رحالها في نهائيات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، لم تكن ضمن قائمة المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب، خاصةً مع تقدم أعمار معظم اللاعبين الذين قادوا الفريق إلى المباراة النهائية في نسخة 2018، وعلى رأسهم القائد الملهم مودريتش، البالغ من العمر 37 عاماً.
لكن رجال المدرب القدير زلاتكو داليتش أثبتوا علو كعبهم وخالفوا جميع التوقعات، وتمكنوا من قيادة بلادهم إلى الدور نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاتهم الست في كأس العالم. لقد أظهروا براعة فائقة في إدارة مباراتي الدورين ثمن وربع النهائي، وتحلوا بروح قتالية عالية مكنتهم من تعويض تأخرهم أمام منتخبي اليابان والبرازيل في الوقت الإضافي، قبل أن يحسموا الأمور لصالحهم عبر ركلات الترجيح، بفضل تألق الحارس العملاق دومينيك ليفاكوفيتش.
فبعد مسيرة اتسمت بالهدوء والرزانة في دور المجموعات، حيث تأهل رفاق داليتش إلى الدور التالي محتلين المركز الثاني في المجموعة السادسة خلف المنتخب المغربي، وذلك بعد تحقيقهم تعادلين وانتصار واحد، سطع نجم الحارس ليفاكوفيتش في الدور ثمن النهائي، حيث حرم المنتخب الياباني من تحقيق حلمه وبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه. لقد تصدى ابن الـ27 عاماً لثلاث ركلات ترجيحية، مانعاً المنتخب الآسيوي، الذي حقق إنجازين بالفوز على المنتخبين الألماني والإسباني بنتيجة واحدة (2/1)، من تحقيق طموحاته. وفي الدور ربع النهائي، اصطدمت كرواتيا "المخضرمة" بالمنتخب البرازيلي، ورأى الكثيرون أنها مباراة سهلة نسبياً لنيمار ورفاقه، إلا أن لاعبي داليتش أظهروا صلابة ذهنية وقدرة فائقة على التعامل مع الضغوط، ونجحوا في جر "السيليساو" إلى ركلات الترجيح، ليمنحوا حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للتألق ولعب دور البطولة، وقد كان عند حسن الظن به، حيث تصدى للركلة الترجيحية الأولى التي نفذها رودريجو، لاعب ريال مدريد الإسباني.
لكن المهمة الكرواتية لن تكون سهلة على الإطلاق، فجر الفريق الذي يدربه ليونيل سكالوني إلى ركلات الترجيح قد لا يكون كافياً لتحقيق الفوز، لأن أبطال العالم مرتين يمتلكون في صفوفهم سلاحاً مماثلاً، يتمثل في الحارس المتألق إميليانو مارتينيس، الذي كان بطل التأهل إلى الدور نصف النهائي بتصديه لركلتي ترجيح ضد المنتخب الهولندي، في إنجاز كبير ضد فريق استعد جيداً لركلات الحظ من خلال الاعتماد على التكنولوجيا والعلم.
أما بالنسبة لميسي، الذي أظهر أمام هولندا غضباً غير مألوف في مسيرته الكروية، وهو ما يؤكد حجم إصراره وعزيمته على تحقيق حلمه بإهداء الأرجنتين لقبها الأول منذ عام 1986 والثالث في تاريخها، بعد أن انتظر الأرجنتينيون حتى الجولة الأخيرة لحسم تأهلهم إلى الدور التالي، إثر السقوط المفاجئ في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب السعودي بنتيجة 1/2.
تكتسب مواجهة الثلاثاء في لوسيل أهمية مضاعفة، لأنها ستحدد هوية المتأهل إلى المباراة النهائية، حيث يطمح ميسي إلى تكرار سيناريو عام 2014، حين قاد بلاده إلى المباراة الختامية للمرة الخامسة في تاريخها بعد أعوام 1930 و1978 و1986 و1990، على أمل أن يتمكن هذه المرة من تعويض خسارته قبل ثمانية أعوام أمام المنتخب الألماني بنتيجة 0/1.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة